نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 168
عدمناك من دهر خؤون لأهله
إذا ما انقضى خطبٌ له راعنا خطبُ
على أنَّ رزء الناس يخلق حقبةً
ورزء بني طه تجدده الحقْبُ
فقد لا يشعر المتلقي بشيء من التكلّف في انتقال الشاعر من المقدمة إلى رثاء
الإمام الحسين (عليه السلام) لوجود البعد النفسي ذاته في المقدمة والغرض الذي
تجسَّد بسخط الشاعر على الزمان الذي لا يؤمن جانبه، وقد غدر بأهل البيت، مما يسمح
بالقول إنَّ انتقال الشاعر كان منسجماً مع ما أطلق النقاد عليه تسمية حسن الخروج([365])،
وحسن التخلص([366])،
لكن الشعراء حين يضطرون إلى استعمال الصيغ التقليديَّة للتخلص (دع ذا، دع عنك، عد...)،
فإنهم – في حالات كثيرة – تعاملوا مع ذلك الموروث على وفق رؤية منطقية تسوغها
مشروعيَّة العقيدة الراسخة لديهم في رفض موضوع المقدمة لأهميَّة ما يتضمنه الغرض
من المرثية، يقول محمد علي اليعقوبي([367]):
(من المتقارب)
فدع ذكريات الصبا إنني
ذكرت الحسين وأنصارهُ
فقد جاء انتقال الشاعر مسوغاً لوجاهة القضيَّة التي انتقل إليها، والتي
تستند إلى العقيدة التي يتفق الشاعر والمتلقي على عدالتها، مما يعني أنَّ التخلص
في