نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 138
وقد وصل الأمر بالشعراء
أحياناً أن يطلبوا الصفح من الله لقومهم العرب، لتهاونهم في الدفاع عن مقدساتهم،
ولاسيما القدس الشريف، يقول صالح الجعفري([307]):
(من الكامل)
والمسجد الأقصى الشريف مصدَّع الـ
ـفقرات لا أسساً ولا أسوارا
ما عاد يمنع نفسه منهم فهل
يحمي قريباً أو يكرم جارا
.................
يا رب صفحك قد تراخت ريحنا
حتى نسينا صرها إعصارا
لسنا بحيث أردتنا وتريدنا
فاثأر لنفسك إن أردت الثارا
الأكثرون حصى ولكن لم يعد
يكفي لأن تعتد منه جمارا
هذه الشكوى نقد لاذع يشير بوضوح إلى الإحساس بالمرارة التي تعتصر قلوب
الشعراء العراقيين، وفي أذهانهم الموازنة بين وقفة الإمام الحسين (عليه السلام) في
كربلاء وحال الحكومات العربية آنذاك، التي وقفت متفرجة أمام مأساة فلسطين، والشاعر
إذ يضمن مرثيته مثل هذه الأبيات فإنما يدل ذلك على أنَّ شعر الحسين زاخراً
بالثورة على الاستبداد([308])
بكل أشكاله.