وقريب من ذلك قول أحمد الوائلي في إحدى مراثيه الحسينيّة، وقد انعكست
الأحداث السياسية والاجتماعية على مضامين مرثيته، فراح من خلال المزاوجة بين الغرض
الأساسي للمرثيَّة، وتلك الأحداث، يستمد المسوِّغات التي تدفع إلى استنهاض الشباب
المسلم لرفض الواقع السياسي المتردي، يقول([294]):
(من الخفيف)
يا دماً شابت الليالي عليه
وهو للآن في الرمال جديدُ
يحمل الطف والحسين حساماً
كلَّما مرَّ بالوجود يزيدُ
وإذا عرَّس الخنوع بجيلٍ
وانحنى منه للمذلَّة جيدُ
صاح بالرمل من صداه دوّي
فإذا الرمل فارسٌ صنديدُ
هكذا أنت كلما افتقر الجي
ل لعزم فمن دماك الرصيدُ
صرخة لم يضع صداها وإن
حاول تضييعها الضجيج الشديدُ
ولهيب ما أطفأته بحارٌ
لا ولا استام من لظاه الجليدُ
ونزوع حر وأن حاولت أنْ
تحتوي نزعه النفوس
العبيدُ
إنَّ دنيا الخنوع للحر سم
وهي للخانعين عيشٌ رغيدُ
فقد حاول الشاعر من خلال مخاطبته الإمام الحسين (عليه السلام) أن يصوغ
فكرته في الأبيات المتقدمة، التي أكدت بقاء الذكرى الحسينيَّة خالدة في ضمير الزمن
على الرغم من تباعد الحقب بوصفها