فمواجهة الحياة لا تتأتى إلا لمن يتأسى بعظماء الرجال ومن الصعوبات التي
تخلق الهموم في النفس والإرادة في إثبات الذات ينشأ التوتر الفعال التوتر الذي ينشأ
عن الألم الذي ينبثق بدوره عن عدم الانسجام بين الإنسان والعالم، هذا التوتر قدم
لنا شخصيات كبيرة من الإبداع ([273])، والأبيات تتضمن في
دلالاتها مسوغاتها التوجيهية من خلال تأكيد الشاعر على الإفادة من دروس التاريخ،
وهذا يؤكد أن نصوص المراثي في أغلب الأحوال، توظف من أجل المتلقي، وتوجه تبعاً
لذلك. ولابد من الاشارة الى ان الشعر العراقي عامة في النصف الاول من القرن
العشرين قد اتجه الى معالجة الجوانب الاجتماعية كردة فعل على تركة القرن التاسع
عشر([274])
الأمر الذي
كان واضحا في النصوص المتقدمة فقد اظهرت اهتمام شعراء المراثي الحسينية بمشكلات
مجتمعهم , فقد طغى الاهتمام بالجانب الاصلاحي والتوجيهي على الاهتمام بالجوانب