فالشاعر يحاول أن يشخص الداء، وهو عنده يتمثل بتخلف طرق التفكير، فالواقع
مشلول بالتخلف والركود، واقع يعاني من هبوط مادي وروحي يكاد يعم شؤون الحياة جميعاً([267]).
إن هؤلاء الشعراء الذين نظروا للواقع العراقي آنذاك بعيون نقدية من خلال
تشخيصهم لما يعاني منه المجتمع ومن خلال الشكوى واستنهاض الأئمة، فإنهم يؤكدون
جملة أمور: منها حاجة المجتمع إلى قيادة تنصف المظلوم وتردع الظالم، مما دفعهم إلى
تأكيد حضور شخصية الإمام المهدي في أغلب المراثي، لأن ظهوره يمثل الثورة التي يكون
معها الحل لأزمات الواقع الاجتماعية والأخلاقية، وهذا الأمر يشير إلى أن الشاعر
الحسيني حريص على سلامة المجتمع حرصاً نابعاً من عقيدة دينية راسخة وإيمان ثابت بأن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)
تمثل المعادل الموضوعي، لثورة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)حينما صدح بأمر الله محرراً العرب من جاهليتهم ووثنيتهم، لذلك
يقول