المبحث الرابع

صفة باب فاطمة عليها السلام وموقعه

للحديث عن باب فاطمة عليها السلام شجون وشجون! ولا أدري كم أخذ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ألم؟ وكم أدخل عليه من الأذى فكونه سيد الخلق كان بلاؤه عظيما كعظم بلاء باب فاطمة عليها السلام.

ولذا فإن باب فاطمة عليها السلام قد نال من اهتمام الوحي والنبي صلى الله عليه وآله وسلم والعترة الطاهرة عليهم السلام والصحابة النجباء ما لم ينلْهُ موضع على الأرض ما عدا يوم عاشوراء، إذ (لا يوم كيومك يا أبا عبد الله).

ولأن باب فاطمة نال كل هذا الشأن، فقد أفردنا له كتابا خاصا، فمنذ أن بني بيت فاطمة عليها السلام وإلى وقت خروجها شهيدة منه، بل وحتى بعد وفاتها ــ كما سيمر ــ كان لباب فاطمة دور في هذه السنين الطويلة وما زال له صوت مدوٍّ، وصدى يقرع الأسماع فترتعد منه الفرائص، حتى خروج ولدها الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا([53]).

[53]عيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق: ج2، ص71؛ مسند أحمد بن حنبل: ج3، ص28.