وكي نصل إلى غاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جعل بيت البضعة النبوية فاطمة عليها السلام في هذا الموضع من المسجد ــ ولو ظاهريا ــ فينبغي معرفة ما لهذين الأسطوانتين من الفضل.

أولا: أسطوان مربعة القبر

ويقال لها أيضا: مقام جبرائيل، وهي حائز الحجرة الشريفة عند منحرف صفحته الغربية إلى الشمال، بينها وبين أسطوانة الوفود إنك إذا عددت الأسطوانة التي فيها مقام جبرائيل كانت هي الثالثة.

وإنما قيل لها: أسطوانة مربعة القبر؟ لأنها في ركني المربعة الغربية الشمالية التي بنيت عليها القبة الصغيرة، التي على الحجرة الشريفة المحيطة بالقبور ــ الثلاثة ــ داخل الحائز المثلث، وكان عندها باب بيت فاطمة عليها السلام([29]).

وعليه: فإن مقدم بيت فاطمة عليها السلام يكون عند أسطوان مربعة القبر النبوي المقدس، وهذا يشير إلى أمور:

1 ــ أن بيت فاطمة عليها السلام في الروضة المقدسة التي ورد فيها الحديث الشريف:

[29]نزهة الناظرين للبرزنجي: ص62، ط دار صعب؛ المغانم المطابة للفيروز آبادي: ص156؛ التعريف بما أنست دار الهجرة للمطري: ص31؛ وفاء الوفا للسمهودي: ج2، ص186، ط مؤسسة الفرقان.