وإن كان حافظ إبراهيم يتغزل بعمره وإمامه ويتفاخر به، إلاّ أن المقايسة هنا
باطلة مما أعطت أبياتاً موزونة لكنها مختلفة ومضطربة في الحس الجمالي فضلاً عن
العقدي.
فهنا لم تكن المقايسة بين من يستطيع أن يهدد فارس عدنان وحاميها فمن قبل
خرج له صناديد العرب في بدر وأحد والأحزاب، وبرز له أسطورة اليهود في خيبر وغيرها؛
فهنا تصح المقايسة في مواجهة الفرسان.
لكنها هنا عند حافظ إبراهيم فالمقايسة سمجة ولزجة كلزوجة ماء فم المحتضر؛
وذلك أن المحل في هذه المقولة محل تجرٍ على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فمن
أعظم من أبي حفص جرأة على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم في حرق بيته وقتل
ابنته وريحانتيه وحرقهم بالنار؟!
وعليه:
[148]ديوان حافظ إبراهيم: ج1،
ص75، تحت عنوان (عمر وعلي) طبع دار الكتب المصرية بالقاهرة.
نام کتاب : باب فاطمة صلوات الله وسلامه عليها بين سلطة الشريعة وشريعة السلطة نویسنده : دراسة وتحليل وتحقيق نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 116