عليه السلام بعدَ وفاةِ
السيدةِ فاطمةَ الزهراءِ عليها السلام، وقد زوّجَها لَهُ الزبيرُ، وكانتْ فاطمةُ
الزهراءُ عليها السلام قد أَوصتْ عليًّا بأنْ يتزوجَ بأُمامة بعد وفاتِها، فتزوجَهَا
في خلافةِ عمرَ بن الخطابِ.وبَقيتْ أُمامةُ زوجةً لعليٍّ عليه السلام حتى
أُسْتُشْهِدَ عليه السلام، فتأثرتْ وحَزِنَتْ حُزنًا شديداً وفقدتْ بغيابهِ زوجاً
ونصيراً. قال القمي: أَنجبتْ
لعليِّ بن أبي طالب عليه السلام محمداً الأوسط وقيل: لم تُنْجِبْ.([11])
ثالثا: خَولةُ
بنتُ جعفر بن قيس الحنفيّة: مِنْ قبيلةِ بني حنيفة التي اِمتَنعَتْ عن دفعِ الزكاةِ
للخليفةِ أبي بكر لعلمِهِم بإِنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم نصبَّ
علياً عليه السلام خليفةً في غديرِ خُمٍ، فهجَمَ عليهم خالدُ بنُ الوليدِ وقتلَ
زوجَها وسباها([12])،
وبعد إِطلاقِ
[11]- منتهى الآمال في تواريخ الآل الشيخ عباس القمي ج1ص263.
[12]- قصة غدر خالد بن الوليد بقوم بني حنيفة وقتل مالك بن نويرة تحت
عنوان الردة يندى لها الجبين ووصمة في تاريخ بعض الصحابة وخلاصتها: لما تسلم
الخلافة أبو بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعت القبائل وجاء موسم
الزكاة امتنعت بعض القبائل من دفع الزكاة لعلمها أن الرسول صلى الله عليه وآله
وسلم قد نصّب عليا خليفة من بعده،فلم يعطوا الزكاة إلا لمن نصبه الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم فحكم عليهم ابو بكر بالردة والكفر كبقية القبائل التي زعم انها
ارتدت عن دينها فأرسل إليهم خالد بن الوليد ومع علمه بإسلامهم قتل شيخ بني حنيفة
مالك بن نويرة ودخل بزوجته في نفس الليلة فحكم عليه عمر بن الخطاب بقتل مسلم
والزنا بزوجته واعتذر له أبو بكر بأنه تأول فأخطأ. . الخ، وقد نقلها ابن الجوزي في
كتابه (المنتظم - ج3 ص24) قال: فضرب عنقه وقتل أصحابه وكانت له امرأة يقال لها أم
تميم بنت المنهال من أجمل الناس والنساء فتزوجها خالد…، روى المؤلف بإسناده عن
محمد بن الزبير وغيره: إن خالدا لما نزل البطاح بث السرايا فأتى بمالك وكان في
السرية التي أصابتهم أبو قتادة شهد أن لا سبيل عليه ولا على أصحابه، وشهد الأعراب
أنهم لم يؤذنوا ولم يقيموا ولم يصلوا، وجاءت أم تميم كاشفة وجهها حتى أكبت على
مالك وكانت أجمل الناس، قال لها: إليك عني فقد والله قتلتِني، فأمر بضرب أعناقهم …
قال أبو قتادة: ترك قولي وأخذ بشهادة الأعراب الذين فتنتهم الغنائم، فقال عمر: إن
في سيف خالد رهقا وإن يكن هذا حقا فعليك أن تقيده … فلما رآه عمر قال: أرياء يا
عدو الله عدوت على رجل من المسلمين قتلته ثم تزوجت امرأته لئن أمكنني الله منك
لأرجمنك. قال خليفة بن خياط في تاريخه (ص53) بسند ورجاله ثقات: حدثنا علي بن محمد
عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قدم أبو قتادة على أبي بكر فأخبره
بمقتل مالك وأصحابه فجزع من ذلك جزعا شديدا، فكتب أبو بكر إلى خالد فقدم عليه،
فقال أبو بكر: هل يزيد خالد على أن يكون تأول فأخطأ ؟ ورد أبو بكر خالدا، وودى
مالك بن نويرة ورد السبي والمال. (النفيس في رزية يوم الخميس ج1ص403).