(لم نَجعل لَّه من َقبلُ سميًا)([159])
وقال ابن الجوزي: فإن اعترض معترض فقال: ما وجه المدحة باسم لم يسم به أحد قبله.
ونرى كثيراً من الأسماء لم يسبق إليها؟
فالجواب: وجه الفضيلة أن الله تعالى تولّى تسميته ولم يكلْ ذلك إلى أبويه،
فسماه باسم لم يسبق إليه([160]).
وفي بحار الأنوار في قوله تعالى: (إن اللهَ يبشِّرك ِبيحيى)([161])
سماه الله بهذا الاسم قبل مولده، واختلف فيه لم سمي بيحيى؟ فقيل: لان الله أحيا به
عقر أمه، عن ابن عباس، وقيل: لأن الله سبحانه أحياه بالإيمان، عن قتادة، وقيل:
لأنه سبحانه أحيا قلبه بالنبوة، ولم يسم قبله أحداً بيحيى.([162])
ولا يخفى عليك بأن تنوع الأَسماء
يختلف باختلاف المسمين وما يدور في خزائن َأخيلتهم مما يألفونه ويجاورونه ويخالطونه.([163])
[163]- وإن غالب أسماء العرب كانت توضع على الفأل، لأن الأسماء الحسنة الجميلة
تبعث على التفاؤل، أما الأسماء الخبيثة الرديئة فإّنها تولي التشاؤم. والإسلام حبذ
التفاؤل ولم ينه عنه، وكذا التشاؤم من الأسماء القبيحة، بل قيل: إن رسول الله كان
يتأثّر من الأسماء القبيحة ويفرح بالأسماء الحسنة، وكان يقول إذا أعجبته
كلمة:أخذنا فالك من فيك، وإنّه صلى الله عليه وآله وسلم يعجبه إذا خرج لحاجة أن
يسمع: يا راشد يا نجيح، وإنّه قال: (لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل) ([163])
فأنه يتفاءل بالاسم الحسن. فعن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : العين حق،
والرَقى حق، والسحر حق، والفال حق، والطيرة ليست بحق، والعدوى ليست بحق وقال
الأصمعي: قلت لابن عون: ما الفأل ؟ قال: هو أن تكون مريضاً فتسمع: يا سالم، أو
باغياً فتسمع: يا واجد.