الحقيقي وما خُلِقَتْ
له، وهي بطبيعتها طاهرة مطهرة إلا إذا لوثها الإنسان بأفعاله المنحرفة التي لا تنسجم
وطبيعتها.
ولذا هذه النفس تميل إلى التجرد والحفاظ على طهارتها، فهي تستثمرُ المنامَ لتتحرر
منه فتلتقي بالأرواح الطاهرة، وقد تؤثر عليها الأرواح الخبيثة فتؤذيها، وأما إذا تَطَهَر
الإنسانُ فإنها
تتصلُ بعالَمِها وتُحَصِنُها مِنَ الشياطين. ومما يدل على وقت خروج وتجرد الروح عن
سجنها - أعني جسدها – ما ورد عن أبي جعفر عليه السلام انه قال: إذا قمت بالليل من منامك
فقُل: الحمدُ لله الذي ردَّ عليَّ روحي لأحمدَهُ وأعبدَهُ([86]). وفي
الحديث دلالة واضحة على خروج الروح لحظة النوم من الجسد ثم ترجع إليه بأمر الله تعالى
وخلال خروجها منه تعيش في عالم غير عالمها المادي وخلال لحظة الخروج تلتقي بالأرواح
الخبيثة والطيبة المؤمنة وتتأثر