من الثابت في القرآن الكريم والسنة المطهرة وتبعهما الفلاسفة
الإسلاميون أن حقيقة الإنسان مركبة من المادة والروح المجردة عنها. وتمام حقيقة الإنسان
وكمالها بتلك الروح المجردة الأزلية السرمدية بخلاف المادة الفانية. واتصاف الروح بالأزلية
دلالة على أهميتها وعظمتها، ولذلك فهي من حيث حقيقتها مجهولة لنا كما أشار القرآن الكريم:
(يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)([85])، ومهما كان تفسيرها ففيه دلالة على عظم
وخطر هذه الروح المجردة عن المادة ويُعدّ الجسدُ سجنا لها، ولذلك فهي دائما تميل للخروج
والتجرد منه؛ لأنه يُضعِفُها عن إدراكها وقوتها وكمالها