ومع كونها ثابتة على الأنبياء والرسل ومنهم الخاتم (صلى الله عليه وآله)، إلا أن ماهيتها تختلف باختلاف الزمان، وان كان التشريع بنفس المسمى، فصلاة الليل في زمن الأنبياء تختلف عما عليه في عصر الرسالة، لان لكل امة شريعة خاصة بزمانهم تتناسب والظرف الزماني قال تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)([16]). فإن مناسبة الظرف الزماني يقتضي ذلك الاختلاف في التشريع كما اختلف في المعاجز، كما في فرض الصلاة في الأوقات الخمسة فإنها من مختصات هذه الأمة المرحومة فيما أنها لم تكن مشروعة بهذه الهيأة والأوقات في عصر الأنبياء السابقين على نبينا صلوات الله عليهم أجمعين.

والظاهر أنَّ اختصاص وجوبها بهم (صلوات الله عليهم)، لأن خصائصهم

[15]- زبدة البيان للاردبيلي ص143.

[16]- سورة المائدة، الاية48.