والحديثان الشريفان ينصان على منع إحداث
الجنابة أو الحيض في المسجد سواء كان من خلال الاحتلام أو مقاربة النساء، فمنعهم
الله تعالى وحرم عليهم النوم في المسجد وفتح أبوابهم إليه، واستثنى الله تعالى
رسوله ووصيه وفاطمة والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام، وذلك لارتفاع المانع
فيهم، أي إنهم طاهرون مطهرون بإرادة الله تعالى وهو ما نص عليه الوحي في قوله
تعالى:
وفضلاً عما تنص عليه الآية المباركة فقد ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم
ما يسير جنباً إلى جنب مع الآية المباركة في بيان حقيقة طهر علي وفاطمة والحسن
والحسين والتسعة المعصومين من ذريته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فكان منها ما
يلي:
ألف: روى الكوفي عن محمد وعبد الرحمن ابني جابر، عن أبيهما قال:
(كنا نياماً في المسجد وفينا علي بن أبي طالب، فخرج علينا رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم فقال:
«أتنامون في
مسجدي؟ إنه لا ينام في مسجدي».
قال: فخرجنا وخرج علي معنا، قال صلى
[95]مناقب ابن المغازلي: ص253 - 255؛
الطرائف: ص63، ح61.