نام کتاب : ظاهرة الاستقلاب في النص النبوي والتاريخي: حديث سد الأبواب أنموذجاً نویسنده : نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 69
إن علياً كان يبالغ في
الجهر بالتسمية، فلما وصلت الدولة إلى بني أمية بالغوا في المنع من الجهر، سعياً
في إبطال آثار علي - عليه السلام -)([87]).
ولم يقتصر الأمر في طلبات فقهاء بني أمية وغيرهم في قلب سنة رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم فاستقلبت السنة المحمدية إلى السنة الأموية؛ وإنما تعداها
كذاك حتى في الأخلاق والصفات فهي الأخرى لم تسلم من طلبات القلب والتغيير فاستقلب
الخلق النبوي الكريم إلى خلق بني أمية وولاته واستجاب كثير من المسلمين إلى هذه
الطلبات فاستقلبت الصفات النبوية إلى صفات أموية، وهو ما كشفه قيس بن سعد حينما
أعاب معاوية بن أبي سفيان بشاشة علي عليه السلام وكثرة تبسمه ومفاكهته المؤمنين.
فرد عليه قيس بن سعد قائلاً:
(نعم كان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يمزح ويبتسم إلى أصحابه، وأراك تسر حسوا في ارتغاء، وتعيبه بذلك أما
والله لقد كان مع تلك الفكاهة والطلاقة أهيب من ذي لبدتين قد مسه الطوى، تلك هيبة
التقوى، ليس كما يهابك طغام أهل الشام.
وقد بقي هذا الخلق متوارثاً متناقلاً في محبيه وأوليائه إلى الآن، كما بقي
الجفاء، والخشونة والوعورة في الجانب