ومن البديهي أن الله عزّ وجل يؤيد
الذين يقفون بوجه الظلم وينصرون آل بيت نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم.
2 - ومما يدل على تأثر حركة علم
السيرة وتطوره من خلال تدخل البلاط الأموي في عمل ابن شهاب الزهري في رواية السيرة
وكتابتها، هو ما يأتي:
أ: قال المدائني
في خبره: وأخبرني ابن شهاب، قال: (قال لي خالد بن عبد الله القسري - أحد عمال بني
أمية -: أكتب لي النسب، فبدأت بنسب مضر، وما أتممته.
فقال: اقطعه، اقطعه، قطعه الله مع
أصولهم، واكتب لي السيرة.
فقلت له: فإنه يمر بي الشيء من سير
علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فأذكره؟
فقال: لا، إلا أن تراه في قعر الجحيم،
- قال الزهري - لعن الله خالدا ومن ولاه، وصلوات الله على أمير المؤمنين)([73]).
ولذلك لم يكتب ابن شهاب لبني أمية أحاديث في فضائل أهل البيت عليهم السلام،
وهذا يدل في الواقع على تقديم الزهري لسيرة ناقصة وغير حقيقية، لأنها فقدت أحد أهم
أركانها، واختفت معها فصول كبيرة
[72] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج55،
ص371؛ سير أعلام النبلاء للذهبي: ج5، ص339؛ تاريخ الإسلام للذهبي: ج8، ص246.
[73] الأغاني للاصفهاني: ج22، ص21؛
الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: ج1، ص53؛ أعلام الورى للطبرسي: ج1، ص9.
نام کتاب : ظاهرة الاستقلاب في النص النبوي والتاريخي: حديث سد الأبواب أنموذجاً نویسنده : نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 60