نام کتاب : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومستقبل الدعوة نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 98
مقارنة بين النظريتين
سبق لنا إثبات بطلان النظرية الأولى التي تزعم بترك النبي صلى الله عليه وآله
وسلم للقرآن محفوظاً في صدور الصحابة وفي بعض الصحف، ونَهْيه عن تدوين السنة، أو قل
تركها بلا جمع، لمن يذهب إلى أن حديث النهي قد نسخ.
فلا يمكننا أن نتصور صدور هذا من نبي الله، لأننا نروي عنه صلى الله عليه وآله
وسلم أنّه قال:
«تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها
كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلاّ هالك»([121]).
ونفهم من هذا النص أنّ المحجة البيضاء كانت موجودة بالفعل وقت قول النبي صلى
الله عليه وآله وسلم لهذا النص، قبل أن يشير عمر على أبي بكر بجمع القرآن، وقبل أن
يأمر عمر بن عبد العزيز ابن حزم بجمع الحديث.