هذه الأحاديث صريحة في دخول جماعات من
الصحابة في النار، وقد فسرها المفسرون بالمنافقين والمرتدين، وهذا التفسير مخالف لمعطيات
الأحاديث([42]).
فعلّة دخول الصحابة
في النار هي الإحداث والارتداد بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمنافق لا يرتد
لأنه لم يسلم أصلاً وإنّما تظاهر بالإسلام، وكذلك لا يذكر لنا التاريخ أي إحداث للمنافقين
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا أي تحرك لهم([43])!
والقول بأنّهم مرتدون، يرد عليه بأنّ المرتدين لم يحدثوا في دين الله، وقول
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «رجال منكم»، «أعرفهم
[42]وقد نقضنا هذا القول
مفصلا في كتابنا، قراءة في الأدلة السلفية.
[43]وهذا أمرٌ ينبغي التأمل فيه
مليّاً، فلماذا توقفت مؤامرات المنافقين؟ أكان أبو بكر وعمر أذكى من النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فأوقفاهم عند حدهم وكشفاهم أم أنّ المنافقين حققوا أغراضهم بعد النبي
صلى الله عليه وآله وسلم فسكتوا؟!!
نام کتاب : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومستقبل الدعوة نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 46