وحين أُخذ ابن أبي العوجاء الزنديق ليُضرب
عنقه قال: (لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث، أحرّم فيها الحلال وأحلل الحرام)([23]).
ومع ملاحظة هذا الوضع في القرون الأولى فكيف سيكون الوضع في القرون اللاحقة؟
إنّ عدم كتابة السنّة يؤذن بضياعها وتحريفها مع مرور الزمن، يقول ابن الصلاح:
(ثمّ إنّه زال ذلك الخلاف ـ أي هل تكتب السنة أم لا ـ وأجمع المسلمون على تسويغ ذلك
وإباحته، ولولا تدوينه في الكتب لدرس في الأعصر الأخيرة)([24]).
هذه هي النتيجة، وهي توحي بأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قد أخطأ ـ
والعياذ بالله ـ بتركه كتابة السنّة، وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم أدرك العلماء