المسألة الثالثة: كيف استطاعت العقيلة زينب عليه السلام
بخطابها الديني تغيير الاتجاهات والقيم في المجتمع الكوفي؟
يركز علماء النفس الاجتماعي في دراساتهم وأبحاثهم على أهمية الاتجاهات في
كونها دوافع للسلوك، ولا شك أن الدافع النفسي مرهون بالمشاعر الانفعالية
والتقييمات الإيجابية أو السلبية ومن ثم يتحدد الاتجاه نحو هذه المعايير.
وحيث أن التنشئة الاجتماعية وما يرد على الإنسان من ثقافة ومعطيات فكرية
تُكَوِّنُ لديه اتجاهاً وعقيدة نحو أمرٍ ما؛ ومن ثم فإن الإحاطة بمعرفة الاتجاهات
النفسية تمكن الباحث من تحديد السبل في تغيير سلوك الإنسان وتبين له أهميتها في
تحقيق الأهداف.
(والاتجاهات عموماً تضفي على حياة الفرد اليومية معنى ودلالة حين يتفق
سلوكه مع اتجاهاته ويشبع هذا السلوك تلك الاتجاهات.
ولذلك تعمل اتجاهاتنا النفسية على إشباع كثير من الدوافع والحاجات النفسية
والاجتماعية، ومن هذه الحاجات الحاجة إلى التقدير الاجتماعي، والقبول الاجتماعي،
والحاجة إلى الانتماء إلى جماعة معينة، والحاجة إلى المشاركة الوجدانية.
وهنا يتقبل الفرد قيم الجماعة ومعاييرها، والفرد يرغب دائماً