إصلاح البنية الفكرية وإعطاء الأسباب الحقيقية لهذا الانحراف
في المجمع المسلم أن تضع يدي المسلم على الجرح وهو العقيدة في التوحيد ولذلك قالت:
(فلا
يستخفنكم المهل، فإنه لا يحفزه البدار، ولا يخاف عليه فوت الثار، كلا، إن ربك
بالمرصاد)([227]).
وهنا جاءت بمرتكزات العقيدة في التوحيد، وهي:
1 ــ بيان صفات الله الإفعالية.
2 ــ إنه عادل، والعدل أصل، حاله حال التوحيد في العقيدة الإسلامية.
3 ــ قد عرض القرآن الكريم في بيانه لسيرة الأمم السابقة وما نزل فيها من
عقوبات عند تعديها للحدود وهتك الحرمات إن عاجلها في العقوبة وذلك بحسب الحكمة
الإلهية في إصلاح العباد.
إلا أنه حينما يؤخر العقوبة فليس معنى ذلك أن هذا التعدي للحدود
والانتهاكات كاشف عن فقدان حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحرمة عترته،
كلا وإنما لحكمة إلهية خاصة.
ومن ثم فإنه إن لم يعجل عليهم العقوبة بما فعلوا فإنه سبحانه
[227]الأمالي للمفيد: ص323؛ والحفز: الحث
والإعجال، والبدار: المبادرة أي لا يحتاج سبحانه إلى الحث والإعجال في المبادرة.