وكانت له المنزلة السامية عند أئمّة آل البيت عليهم السلام، فلا يذكرونه إلاّ
بالإجلال والإعظام، فقد روى الصدوق عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني مسنداً عن
علي بن الحسين عليهما السلام قال:
«رحم
الله العبّاس ــ يعني ابن علي ــ فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتّى قطعت يداه،
فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل لجعفر بن أبي
طالب، وأنّ للعبّاس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم
القيامة»([10]).
وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال:
«كان
عمّنا العبّاس بن علي عليه السلام نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أخيه الحسين
عليه السلام، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً».
وعدّه العلاّمة المامقاني من فقهاء الهاشميّين، قائلاً: (وقد كان من فقهاء
أولاد الأئمّة عليهم السلام، وكان عدلاً ثقةً تقيّاً نقيّاً)([11]).