ولم يفت الأنصار أن يعبّروا عمّا تكنّه ضمائرهم من التسليم لمصيرهم
المحتوم، وما وطّنوا أنفسهم عليه من المنازلة شجعاناً شرفاء، ولأمر سيّدهم أوفياء،
مستجيبين لدعوته، فرحين بما آتاهم الله من العزّة والكرامة.
قام زهير يسمعه جميع أصحابه، ومَن حضر من أهل بيت الحسين عليه السلام فقال:
أجل ـ والله ـ إنّها منّة الربّ وكرامته عليكم أيّها النبلاء، ترفلون
بعزّةِ الجهاد بين يدي سيّدكم، وتدافعون عن حمى دين جدّه، فليس على وجه الأرض مَن
يستشعر مصيره المحتوم مثلكم، وينتظر ما سيحلّ به فرحاً مستبشراً.
لم يكن نافع بن هلال قد اكتفى بما سمعه من بيعة الأبطال لسيدّهم، ففي صدره
شيء يعتلجُ يخفيه، وقد حلّ وقت البوح به
نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 85