الشابّ الشهيد
ثم خرج شابّ قتل أبوه في المعركة، وكانت أمه معه، فقالت له أمّه: اخرج يا بنيّ وقاتل بين يدي ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج فقال الحسين:
«هذا شابّ قتل أبوه، ولعلّ أمّه تكره خروجه».
فقال الشاب: أمي أمرتني بذلك، فبرز وهو يقول:
أميري حسين ونعم الأمير
سرور فؤاد البشير النذير
عليٌّ وفاطمةٌ والداه
فهل تعلمون له من نظير؟
له طلعة مثل شمس الضحى
له غرّة مثل بدر منير
وقاتل حتّى قُـتل، وحزّ رأسه ورمي به إلى معسكر الحسين عليه السلام، فحملت أمّه رأسه وقالت: أحسنت يا بنيّ، يا سرور قلبي، ويا قرّة عيني، ثمّ رمت برأسه ابنها رجلاً فقتلته، وأخذت عمود خيمته، وحملت عليهم، وهي تقول:
أنا عجوز سيّدي ضعيفة
خاوية بالية نحيفة
أضربكم بضربة عنيفة
دون بني فاطمة الشريفة
وضربت رجلين فقتلتهما، فأمر الحسين