وروي كذلك أنّ أيّوب بن مشرح الخيواني كان يقول: أنا والله عقرتُ بالحرّ ابن
يزيد فرسه حشأته سهماً، فما لبث أن أرعد الفرس واضطرب وكبا فوثب عنه الحرّ كأنّه
ليث والسيف في يده، وهو يقول:
إن تعقروا بي فأنا ابن الحرّ
أشجع من ذي لِبَدٍ هزبرِ
قال: فما رأيت أحداً قطّ يفري فريه، قال: فقال له أشياخ من الحيّ: أنت
قتلته؟ قال: لا والله ما أنا قتلته ولكن قتله غيري، وما أحبّ أنّي قتلته، فقال له
أبو الودّاك: ولِمَ؟! قال: زعموا أنّه كان من الصالحين، فو الله! لئن كان ذلك
إثماً لأنْ ألقى الله بإثم الجراحة والموقف أحبّ إليَّ من أن ألقاه بإثم قتل أحد
منهم، فقالوا له أبو