فمن خلال هذه المسيرة التاريخيّة لأنصار الحسين عليه السلام نقف على ما يلي:

أوّلاً: تضمّ قافلة أنصار الحسين عليه السلام نماذج من الشباب الذين سارعوا لاستجابة دعوة الحسين عليه السلام للسفر إلى كربلاء ومناصرته، خصوصاً الفريق الهاشمي الذي تعداده من الشباب بشكل ملفتٍ للنظر، فضلاً عمّا يضمّه الفريق الآخر غير الهاشميّين الذين تفوق نسبة الشباب فيهم أكثر من غيرهم.

وإذا أردنا تحليل هذه الظاهرة نجد أنّ نداء الحسين عليه السلام قد ألهب الثورة لدى هؤلاء الفتية، وتحرّكت لديهم دواعي النصرة دون تردّد، ولعلّ مقتضيات التغيير في مجتمعاتهم باتت تحتّم عليهم المسارعة لأيّة محاولةٍ تغييريّة على أنقاض العقليّة المتهرّئة التي قنع بها غيرهم، وانكفأوا على ما هم عليه من حياةِ الخنوع والاستكانة، قانعين بما تسومهم الأوضاع العامّة من الذلّ والهوان، في حين نجد أنّ الشباب أكثر طموحاً للتغيير الذي بات ضرورة من ضرورات العقل المتحرّر الذي يتمتّع بها هؤلاء الفتية دون غيرهم.

ثانياً: تورد المصادر التي ترجمت لأنصار الحسين عليه السلام أنّهم من الوجوه وذوو مراكز اجتماعيّة أو علميّة التي كانوا يتمتّعون بها هؤلاء، فلو توخّينا