وقال المفيد في الإرشاد: (فلما رأى العباس بن علي عليهما السلام كثرة
القتلى في أهله، قال لأخوته من أمه ـ وهم عبد الله وجعفر وعثمان ـ يا بني أمي،
تقدموا حتى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله، فإنه لا ولد لكم، فتقدّم عبد الله فقاتل
قتالاً شديداً، فاختلف هو وهانئ بن ثبيت الحضرمي ضربتين فقتله هانئ لعنه الله.
فتقدم بعده جعفر بن علي رحمه الله فقتله أيضاً هانئ، وتعمّد خولي بن يزيد
الأصبحي عثمان بن علي رضي الله عنه، وقد قام مقام أخوته فرماه بسهم فصرعه، وشدّ
عليه رجل من بني دارم فاحتزّ رأسه.
وحملت الجماعة على الحسين عليه السلام فقلبوه على عسكره واشتد به العطش،
فركب المسناة يريد الفرات وبين يديه العباس أخوه، فاعترضه خيل ابن سعد وفيهم رجل
من بني دارم فقال لهم: ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولا تمكنوه من الماء، فقال
الحسين عليه السلام:
«اللهم
اظمئه».
فغصب الدارمي ورماه بسهمه فأثبته في حنكه، فانتزع الحسين عليه السلام السهم
وبسط يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه بالدم فرمى به ثم قال: