responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 111

« 13 »

لم يجد ابن عوسجة ما يستحقّ أن يوصي به غير ما أهمّه وأقلقه.. وإذا كان المحتضر ينظر إلى ما حوله من متاع الدنيا حسرةً على ما فاته منه، فإنّ مسلماً لا يرى غير هدفه الذي ضحّى من أجله.. وما شأن العيال والأولاد والأموال في نظر ابن عوسجة غير ما تساوي لحظةً من لحظات النصرة والفداء بين يدي الحسين عليه السلام.. .

عجباً للقوم فقد طلّقوا دنياهم، وتعلّقوا بعالمٍ لا يرون فيه غير الحسين عليه السلام.. شعورٌ عجيب، وإحساسُ أعجب.. تُلغى الذوات في عالم (أنصار الحسين) فلا تجد ذات (الأنا) تُزاحم ذات الفداء، وأي شيء يستشعره مسلم وغير مسلم من هؤلاء الصفوة بعد أن فارقت أرواحهم أجسادهم، وهم يلجون عالم الفداء.. أجل انتهى كلّ شيء في نظر هؤلاء الأبرار، وكأنّ الدنيا لم تُخلق ولم يكن لأحدٍ منهم فيها شغل.. تجرّدٌ بديع، وخلوة رائعة يعيشها كلٌّ منهم.. إنّهم ولدوا من جديد، ودخلوا عالماً لم يتذوّقوا حلاوة طعمه من قبل، فأشغلهم عن لذيذ الدنيا وحلاوتها.. وما بال مسلم وأمثاله تشغلهم دنياهم عمّا هم فيه، وما الذي يوصي به مسلم من متاع الدنيا، وهل هو إلاّ شغلٌ شغله عن الدنيا وما فيها غير وَلَهِ الحسين

نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست