فقال عمر لأبي ذر: يا أبا ذر مَن تراه يعني؟

قاله له أبو ذر - ورسول الله يسمعه -: ليس يعنيك يا عمر ولا صاحبك، إنما يعني بذلك صاحب النعل.

وهذا الإمضاء بعينه دلالة على رضا وموافقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقول أصدق ذي لهجة.

ثم قال القاضي النعمان:

وهذا خبر أيضا مشهور دل به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على فضل علي عليه السلام وإمامته إذ مثّله بنفسه وعدله به، ولم يكن ينبغي لمن سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبلغه عنه أن يتقدم على علي عليه السلام لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد جعله كنفسه وأقامه مقامه وتوعد به من توعده، لِما قد علمه الخاص والعام من شجاعته وشدته في أمر الله وأمر رسوله، وأنه لم يقصد أحداً فقام له، ولا بارز أحداً إلا قتله ولا انهزم ولا ولى دبره ([72]).

[72] - شرح الأخبار: ج 1 ص 112 ح 34.