وقال أحمد بن محمد بن سلمة في شرح معاني الآثار:

أفلا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم ينه علياً عليه السلام عن خصف النعل في المسجد، وأن الناس لو اجتمعوا حتى يعموا المسجد بخصف النعال كان ذلك مكروها([40]).

وعلي بن أبي طالب هو المكلف من قبل السماء بقتال الفئات المنحرفة بعد حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك بشهادة آيات عديدة، فقبل أن تقع الأحداث كان رهط من الصحابة يتناولون الأحاديث النبوية في ذلك، منها ما ورد عن علي بن عابس، عن حبيب بن حسان، عن زيد بن وهب، قال: سمعت حذيفة يقول: والله ما قوتل أهل هذه الآية: وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم - إلى قوله: - فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ([41]).

وشاهد آخر: ما ورد عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى: فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ([42])نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام إنه ينتقم من الناكثين والقاسطين والمارقين بعدي([43]).

[40] - شرح معاني الآثار: ج 4 ص 360.

[41] - شواهد التنزيل للحسكاني: ج 1 ص 276 ح 282، سورة التوبة: 12.

[42] - سورة الزخرف: 41.

[43] - مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه: ص 318، الدر المنثور: ج 6 ص 18.