فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند ذلك: لا تنتهون يا معشر قريش
حتى يبعث الله عليكم رجلاً امتحن الله قلبه للتقوى يضرب رقابكم على الدين.
فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟
فقال: لا.
فقام عمر فقال: أنا هو يا رسول الله؟
قال: لا، ولكنه خاصف النعل. وكنت أخصف نعل رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم.
قال عمر: ثم التفت إلينا علي وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يقول: من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ([22]).
يلاحظ هنا مدى العدل النبوي، حيث عرض الأمر على أصحابه ليرى سعة علمهم
وبعدهم الفكري وإمكاناتهم القيادية، فلم يجد غير أوانٍ خالية من الإيمان، لا يزال الجهل
والشرك مطبق عليه، ما لبثا أن حملتهما سذاجتهما على الأمل في الصدارة، بل إنهم وافقوا
قول قريش.