2- كان يدرس الأمر من خلال الرؤية القرآنية في الدفع بالتي هي أحسن، إذ يتحول العدو إلى صديق، من أجل التخطيط للإسلوب العملي الذي يفسح في المجال للدخول إلى عقله وقلبه لاحتضان مشاعره في أجواء المحبة والمودة.

3- خطط الإمام موسى بن جعفر عليه السلام للمسألة بالطريقة التي تختلف عما كان يفكر بها أصحابه، واستطاع أن يصل إلى النتيجة الطيبة بشكل سريع، إذ تحول هذا الرجل إلى شخص ينفتح على الإمام من موقع الرسالة، لا من موقع الذات.

4- اتخذ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام من هذه التجربة الطيبة الناجحة لتوجيه اصحابه إلى الدخول في عملية مقارنة بين ما أرادوه من قتله، وما أراده من إصلاحه، من موقع المحبة، لا من موقع العداوة والبغضاء، عَبْرَ إسلوب الرفق، لا عَبْرَ إسلوب العنف([247]).

أما عن كظمه للغيظ، فقد روي أن عبداً لموسى بن جعفر عليه السلام قدم إليه صفحة فيها طعام حار، فعجل فصبها على رأسه ووجهه، فغضب، فقال له: )وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ(([248])؛ قال عليه السلام: «قد كظمت»، قال: )وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ(([249])؛ قال عليه السلام: «قد