أما عن عمرته عليه السلام فما من شيء يحبه الله وندب إليه إلا فعله عن رغبة وإخلاص، وكان لشدّة علاقته بالله وشوقه إليه، وسعيه إلى رضاه، يسعى معتمراً إلى بيت الله الحرام مشياً على قدميه، فمن ذلك ما رواه علي بن جعفر قال: (خرجنا مع أخي موسى عليه السلام في أربع عُمَر يمشي فيها إلى مكة بعياله وأهله، واحدة منهنّ مشى فيها ستة وعشرين يوماً، وأخرى خمسة وعشرين يوماً، وأخرى أربعة وعشرين يوماً، وأخرى إحدى وعشرين يوماً)([243]).

ثانياً: سماته في أخلاقه وسجاياه عليه السلام

1- ذكاؤه ونبوغه المبكر عليه السلام

تدرج الإمام موسى بن جعفر عليه السلام في طفولة زاكية مميزة، فتربى في حجر الإسلام، ورضع من ثدي الإيمان، وتغذى من عطف أبيه الإمام الصادق عليه السلام، إذ أغدق عليه أشعة من