وإذا ما رجعنا إلى سبب حضور هذا الكتاب المجيد الظاهرة من آياته الشريفة بين
ظهرانينا كقوله تعالى: ... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا
لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ([411])، وغيرها من الآيات
النازلة لبيان هذا الغرض، وضممنا إليها خاصية خلود القرآن يتبيّن جلياً أنّ هذا
الكتاب المجيد جاء ليُلبي حاجات البشر على مر العصور من دون فاصلة وانقطاع وتخصيص([412]).
سادساً: ثبوت نظام القرآن وبناؤه
لا شك أنّ المفسِّر الموضوعي يبحث عن المعاني الجزئيّة في الآيات
القرآنيّة المجموعة من عموم القرآن والمُتعلِّقة بالموضوع الواحد، للحصول على
نتائج جزئيّة تمهيداً لجمعها واكتشاف النتيجة النهائيّة الكُلِّية من مجموعها،
وهنا يهتم المفسِّر الموضوعي بأن تكون نتائجه صحيحة ودقيقة، وتحديد صحة النتائج
ودقتها يرتبط بمجموعتين من العوامل، إحداها يتعلَّق بنفس المفسِّر من أُمور علميّة
وفنيّة مسلكيّة، وهي خارجة عن محل الكلام، والأُخرى تتعلَّق بنفس النص المفسِّر،
أي: متن القرآن الكريم، وهو المراد.
نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 265