المبحث الرابع: مشكلات الأُسلوب الموضوعي في التفسير

إنّ إجراء عمليّة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم عمليّة غير معصومة، بمعنى أنّها عمليّة ترافقها بعض الأخطاء سواء كانت كثيرة أو قليلة، لذا فمن الطبيعي أن نجد فيها بعض المشاكل التطبيقيّة، والتي يجب التنبيه عليها ليتلافاها المفسِّر في عمله، وقد شخّص العلماء نزراً يسيراً من المشكلات، ولم يتجازوا إلى غيرها، حيث لا يوجد الكثير منها كما هو الظاهر من قِلّة من ذَكرها منهم؛ فذكر مكارم الشيرازي أنّ في طريق المفسِّر الموضوعي ثلاث مشكلات هي:

أوَّلاً: إنّ جمع الآيات في التفسير الموضوعي لا يتم على أساس استخراج الآيات من المعجم المفهرس بتتبّع مفردات البحث في الآيات عن طريقه، وذلك لأنّ الجمع في التفسير الموضوعي يتمّ على أساس جمع الآيات ذات العلاقة بالموضوع، والتي قد تكون بألفاظ أُخرى، والمشكلة التي تحدث حال استخدام المعجم المفهرس هي الغفلة عن الآيات التي لها علاقة بالموضوع ولا