الأصل الثالث: أن يكون ناتج الحوار مع القرآن الكريم نظريّة قرآنيّة

ومستند هذا الأصل يرجع إلى غرض وغاية الباحث في القرآن الكريم، فالمراد في التفسير الموضوعي هو النظريّة القرآنيّة لا غير، وغاية وغرض المفسِّر الموضوعي معرفة رأي القرآن الكريم، وقد لوحظ هذا الهدف في سيرة النَّبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في تطبيق القرآن الكريم في جوانب الحياة العامّة، حيث كانت سيرته قائمة على تنزيل النظريّة القرآنيّة في الحياة الاقتصاديّة والسياسيّة والعقائديّة والاجتماعيّة و...إلخ، بمعنى أنّه كان يحاور القرآن الكريم ليخرج بنتيجة كُلِّية، أو بعبارة أخرى نظريّة قرآنيّة فيطبّقها في مجال موضوعها، وقد ألَّف المسلمون هذه الطريقة من النَّبيّ الأكرم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم إلّا أنّها لم تكن مؤطرة بعنوان خاص([190]).

الأصل الرابع: أن يكون الموضوع المطروح في هذه الطريقة من خارج القرآن الكريم

ومستند هذا الأصل يرجع إلى أنّ الركيزة الأساسيّة في التفسير الموضوعي هي: (الموضوع)، وهو إمّا أن يكون موضوعاً ذكرته آيات القرآن الكريم ويُعبَّر عنه بالموضوع الذاتي، أو لم تذكره الآيات الشريفة، بل يُفرِزَه الواقع الخارجي، وعليه فإنّ