نام کتاب : بحوث لفظية قرآنية نویسنده : عبد الرحمن العقيلي جلد : 1 صفحه : 390
صائد بن صيد؟!.
روى الشيخ المجلسي (قدس) في البحار عن أبي سعيد الخدري: أنه قال (صحبت ابن
صياد إلى مكة فقال لي: ما لقيت من الناس؟ يزعمون أني الدجّال! ألست سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول إنه لا يُولد له، وقد وُلد لي، أليس قد قال هو كافر؟ وأنا
مسلم، أوليس قد قال لا يدخل المدينة ولا مكة وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة!) ([419])
فالمسكين ابن صيد كان معاصرا لقوم لم يفرّقوا بين ألفاظ المعصوم (مع دقتها)
فاتهموه بأنه هو الدجال، والراجح أن النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه
السلام لم يقولا أن (الدجال هو ابن صائد) كما ذكر المجلسي في روايته، بل إنهما
شبها الدجال بصائد ابن صيد لجهة شبه بين ابن صيد وبين القالب المثالي الذي رأوه به،
وتشبيه النبي صلى الله عليه وآله بعض الشخصيات الغائبة (أو الأمور الغائبة)
بالصحابة أمر شائع بالأخبار ففي الرواية (فيبعث الله عز وجل عيسى بن مريم (صلى
الله عليه - وآله - وسلم) كأنه عروة بن مسعود الثقفي) ([420])
فهنا شبه النبي صلى الله عليه وآله المسيح عليه السلام بالصحابي عروة بن مسعود،
ولكون المقام المقدس للمسيح غير متصور لم يكن هناك
نام کتاب : بحوث لفظية قرآنية نویسنده : عبد الرحمن العقيلي جلد : 1 صفحه : 390