نام کتاب : بحوث لفظية قرآنية نویسنده : عبد الرحمن العقيلي جلد : 1 صفحه : 388
قادرا على المعجزة أنّى
شاء بطل التكليف، وهذا باطل بداهة، فعلمنا من هذا أن الدجال ليس ما فهموه، وما
عليه ظاهر الروايات، بل أن للروايات تأويلاً مقبولاً ولطيفاً، بل هو إعجاز غيبي
وفتح في بابه إن ثبت, بعد هذا نقول إن كان الأمر كذلك فيجب ألا تؤخذ الأخبار التي
تقول أن النبي صلى الله عليه وآله رأى الدجال رأيَ عين(كما في بعض الأخبار) لسبب
بسيط وهو انه ليس هناك دجال متجسد يراه النبي! بل أن النبي رأى رؤيا والمعروف أن
الرؤيا للصالحين عامة (والأنبياء خاصة) تأتي بعضها في صور مثالية للمجردات، فيرون
الموت متجسدا بجسم أو آلة، والرزق كذلك، والخير مثله وهو المعروف من العرفاء. وقد
جاء في الأثر أن الموت يتحول الى كبش ويذبح بعد الحساب في يوم القيامة فيقال لأهل
الجنة خلود لا موت ويقال لأهل النار خلود لا موت. وحتى لو لم تكن رؤية الدجال التي
رآها النبي في المنام بل في اليقظة فإننا لا ننفي تجسد المعنويات والمجردات في
قوالب مادية كما كان الأمر في الموت والحياة وأمثالها من الأمور التي رآها النبي
صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء والمعراج.
روي عن النبي انه قال عن الدجّال (رأيته بيلمانيا أقمر هجانا، إحدى عينيه
كأنها كوكب دري) ([416]) ولا يمكن بحال من الأحوال أن
نام کتاب : بحوث لفظية قرآنية نویسنده : عبد الرحمن العقيلي جلد : 1 صفحه : 388