وهنا كذلك نفس الإشكال, فلو كان للذين (في قلوبهم مرض) معنى المرتاب
والشاك لم يكن هناك داعٍ لتغيير اللفظ؟! فلمّا استعمل اليقين في مقابل الريب علمنا
بالمعنى الواضح لهذين المصطلحين، ولكنه لما جعل (الذين في قلوبهم مرض) في مقابل
(الذين أوتوا الكتاب) وبمقابل (زيادة إيمان الذين آمنوا) صار لعدم المطابقة معنى،
إذن فمرض القلب لا يعني الريب وإلّا لذكره بهذا اللفظ كما ذكر مصطلح (الريب) قبله.
ثم إن الذين قالوا بأن (مرض القلب) هو الشك والريب فهل أن (الشك والريب)
أمرٌ واحد وشعور واحد؟! طبعا كلا، فلو كان أمرا واحدا لما قال تعالى: