نام کتاب : بحوث لفظية قرآنية نویسنده : عبد الرحمن العقيلي جلد : 1 صفحه : 284
أنهم مخلوقون مربوبون
فكيف الحال بالخالق والرب؟! وكيف نُنزله الى مستوى العرف الشائع وطرائق الكلام
الإنسانية وبالتالي نقولّه ما لم يقل في كتابه؟!
فإن قال قائل: إن التقدير من فنون الكلام العربي والذي نزل كلام الله على
طِبْقِه حتى يقيم الحجة ويعجز الناس! قيل له: لو كان ما تقول صحيحاً لما كان
الإعجاز سمة من سمات كلام الله! فهو ككلام البشر حذو القذّة بالقذّة فما المائز
وأين الإعجاز؟!
إن كل ما قيل في ذلك هو نصوصٌ من مفسرين بشر غير معصومين توهموا أن
الإعجاز هو ذلك لا غير، وهؤلاء هم جزء من المفسرين الذين هاموا على وجوههم ليثبتوا
ماهية إعجاز القرآن فمنهم من ذهب الى (الصِرْفة) ومنهم من ذهب الى كون الإعجاز شيء
ذوقي يُعلم ولا يفهم، وبغضّ النظر عن ماهية الإعجاز القرآني، فالواضح أن الكلام
الآلهي لا يمكن ان يكون كالكلام البشري بكل قواعده، كيف والإمام الصادق عليه
السلام يقول (تجلى الله لخلقه في كلامه ولكن لا يبصرون)([292])
فلو كان البشر قادرين على الإحاطة بكل قواعد وطرائق الكلام الإلهي لكانوا محيطين
باللامحدود وكيف يكون المحدود محيطا باللامحدود؟! ولو أبصر البشر كيف تجلى الله
لخلقه لما عرفوا الله
نام کتاب : بحوث لفظية قرآنية نویسنده : عبد الرحمن العقيلي جلد : 1 صفحه : 284