والذي يظهر لي أن هذا الربط والاستنتاج غير صحيح، لكون قوله تعالى (منهما)
تعني (منهما)! وهذا متحقق، والظاهر أنهم لما لم يجدوا أن هناك لؤلؤاً ومرجاناً في
المياه العذبة، ولكونهم فهموا أن البحرين هما العذب والمالح، لم يستطيعوا غير أن
يقولوا ذلك، لكن الذي قد يظهر إن البحرين هما البحر البارد والبحر الدافيء وكلاهما
مالحان ويحتويان على اللؤلؤ والمرجان، وهما تياران هائلان من الماء، الأول ينطلق
شمال المحيط الهادي وينتهي في البحر الكاريبي وهو التيار الدافيء، ولكون كثافة
مياه المحيطات تتحدد بدرجة حرارتها ومدى ملوحتها فتتمدد إذا كانت حارّة وتقل
كثافتها فتحاول التحرك باتجاه الشمال والجنوب من خط الاستواء, ولكون الجرف القاري
يحده من الشمال عند وصوله الى شبه جزيرة غرينلاند فيكون التيار ضعيفاً نحو الشمال,
بينما ينطلق باتجاه الجنوب كتيار هائل في عمق المحيط الأطلسي،نحو الأحواض الباردة،
وعند وصوله للجرف القاري للقارة القطبية الجنوبية يتحول باتجاه المحيط الهندي
ويستمر كذلك إلى أن يصل إلى الساحل الآسيوي في إندونيسيا وماليزيا واستراليا،
ويلتفّ على
نام کتاب : بحوث لفظية قرآنية نویسنده : عبد الرحمن العقيلي جلد : 1 صفحه : 245