منهجية
أهل البيت عليهم السلام في حفظ السنة الشريفة
لقد بذل أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهم أمناء الله على حلاله وحرامه،
جهوداً كبيرة في حفظ السنة الشريفة وروايتها ودرايتها جيلاً بعد جيل، وحرصوا على
تمحيصها وتنقيتها مما أصابها من التحريف والتشويه والتردي في أحضان البلاطات
الحاكمة عندما أضحت السياسة هي المحرك للنص والمتحكم به بدلاً من الرواية الصحيحة
والنقل الصادق، كما وقف أهل البيت عليهم السلام بوجه الأحاديث الموضوعة التي
أنتجتها الانحرافات العقائدية المنبثقة من رحم المؤسسة السياسية الحاكمة التي
استغلت ضعف الحصانة الفكرية للمجتمع وسقوط المؤسسة الدينية الرسمية في وحل السياسة
ودهاليزها.
لقد نال التراث الحديثي للشيعة قسطاً وافراً من الإرهاب الفكري والسياسي
الذي مارسته الأنظمة الجائرة ضد أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم، فكان رواة الشيعة
يتناقلون الحديث وسط أجواء من التقية المركزة والحذر الشديد من عيون السلطة
وجواسيسها، وربما ألجأتهم التقية إلى ترك التحديث والاكتفاء بتناقل الكتب سراً،
فقد روى الشيخ الكليني (ت329) في كتابه