كان أبو جعفر الكليني شيخ
الشيعة في وقته بالري ووجههم([114])، ثم سكن بغداد في درب السلسلة
بباب الكوفة، وحدث بها سنة 327 هـ)[115])، وكان من رؤساء الفقهاء والمحدثين الشيعة في
أيام المقتدر (295 - 320هـ)([116])، وقد أدرك زمان سفراء المهدي
عليه السلام وجمع الحديث من مشرعه ومورده وقد انفرد بتأليف كتاب الكافي في أيامهم،
إذ سأله بعض رجال الشيعة أن يكون عنده (كتاب كاف يجمع من جميع فنون علم الدين. ما
يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد)([117]).
وكان مجلسه مثابة أكابر العلماء الراحلين في طلب العلم. كانوا يحضرون حلقته
لمذاكرته، ومفاوضته والتفقه عليه. وكان - رحمة الله عليه - عالماً، متعمقاً، محدثاً،
ثقة، حجة، عدلاً، سديد القول، يعد من أفاضل حملة الأدب، وفحول أهل العلم، وشيوخ
رجال الفقه، وكبار أئمة الاسلام مضافاً إلى أنه من أبدال الزهادة
[116] تاج العروس 18/482، توضيح
المشتبه 337، كان المقتدر صغير السن، حديث العهد بالخلافة، قليل الخبرة بالسياسة
وشؤون الحكم، امتاز عهده بالترهل الأمني، والاضطراب السياسي، وفيه حدثت فتنة
القرامطة، وما قاموا به من تخريب وسرقة الحجر الأسود، وقد عرف المقتدر - كأسلافه-
بحبه للشراب والنساء وانغماسه في اللهو والصيد، مات سنة 320 - راجع: تاريخ الخلفاء
408.