responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدرك الكافي نویسنده : الدكتور علي عبد الزهرة الفحام    جلد : 1  صفحه : 338
بينك وبين ذلك فإذا أنت قد هلكتْ نفسُك.

يا بُني: أكثرْ من ذكرِ الموتِ، وذكرِ ما تهجِم عليه، وتفضي بعد الموتِ إليه، واجعله أمامَك حيث تراهُ، حتى يأتيَك وقد أخذتَ منهُ حِذرَك، وشددتَ له أزرَك، ولا يأتيك بغتةً فيبهرك ولا يأخذك على غِرّتك([808])، وأكثرْ ذكرَ الآخرةِ وما فيها من النعيمِ والعذابِ الأليمِ؛ فإن ذلك يُزهِدُك في الدنيا ويصغّرها عندك، وإياك أن تغترّ بما ترى من إخلادِ أهلِ الدنيا إليها وتكالبِهِم عليها فقد نبّأك اللهُ جلّ جلاله عنها، ونعت لك نفسَها، وتكشفتْ لكَ عن مساويها، فإنما أهلُها كلابٌ عاويةٌ، وسباعٌ ضاريةٌ يهِرُّ بعضها بعضاً([809])، ويأكل عزيزُها ذليلَها، ويقهر كبيرُها صغيرَها وكثيرُها قليلها([810])، نَعَمٌ معقّلةٌ وأخرى [مجفلة] مهملة([811])، قد أضلت عقولَها وركبت مجهولَها،


[808] الغِرّة هي الغفلة، وبعكسها الحذر وهو الاحتراس.

[809] الهرير: صوت الكلب دون نباحه من قلة صبره على البرد - مجمع البحرين 2/421.

[810] في تحف العقول زيادة: (قد أضلت أهلها عن قصد السبيل وسلكت بهم طريق العمى وأخذت بأبصارهم عن منهج الصواب فتاهوا في حيرتها وغرقوا في فتنتها. واتخذوها ربا فلعبت بهم ولعبوا بها ونسوا ما وراءها. فإياك يا بني أن تكون قد شانته كثرة عيوبها، نعم معقلة... الخ).

[811] قال محمد عبده في نهج البلاغة 3 شرح ص50: (عقّل البعير بالتشديد: شد وظيفه إلى ذراعه. والنعم بالتحريك: الإبل، أي إبل منعها عن الشر عقالها وهم الضعفاء، وأخرى مهملة تأتي من السوء ما تشاء وهم الأقوياء)، وقال الزبيدي: (معقّلة: من عقّلت البعير بالعقال إذا شددته به، وهو رباطه. الصحاح - عقل - 5: 1769)، أما محفلة ففي بعض النسخ مجفلة، و(الجفول: سرعة الذهاب والندود في الأرض. يقال: جفلت الإبل جفولاً إذا شردت نادة، وجفلت النعامة) - لسان العرب 11/114.

نام کتاب : مستدرك الكافي نویسنده : الدكتور علي عبد الزهرة الفحام    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست