responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدرك الكافي نویسنده : الدكتور علي عبد الزهرة الفحام    جلد : 1  صفحه : 335
فأمّوا([805]) منزلاً خصيباً، فاحتملوا وعثاءَ الطريق، وفراقَ الصديق، وخشونةَ السفرِ في الطعامِ والمنامِ، ليأتوا سعة دارهم، ومنزلَ قرارِهم، فليسَ يَجدونَ لشئ من ذلك ألماً، ولا يرون لنفقةٍ مَغرماَ، ولا شئٌ بأحبَّ إليهم مما يقربُهم من منزلِهم، ومَثلُ مَن اغترَّ بها كقومٍ كانوا في منزل خَصيبٍ، فنبا بهم إلى منزلٍ جديبٍ، فليس شئٌ أكرهَ إليهم ولا أهولَ لديهم من مفارقة ما هُم فيه إلى ما يَهجمونَ عليهِ ويصيرونَ إليه، ثم فَزّعتكَ بأنواع الجهالات لئلا تعُدَّ نفسَك عالماً؛ لأنَّ العالمَ من عَرَفَ أنّ ما يَعلم فيما لا يَعلمُ قليلٌ، فَعَدَّ نفسَه بذلك جاهلاً وازدادَ بما عَرَفَ من ذلك في طلبِ العلمِ اجتهاداً، فما يزالُ للعلمِ طالباً وراغباً، وله مستفيداً، ولأهله خاشعاً، ولرأيه متهماً، وللصمت لازماً، وللخطأ حايداً، ومنه مستحيياً، وإن أُورِدَ عليه ما لا يَعرِفُ لا يُنكرْ ذلك بما قد قَدَرَ به نفسَه من الجَهالةِ، وإنَّ الجاهلَ من عَدّ نفسَه لما جَهِلَ من معرفةِ العلمِ عالماً، وبرأيه مكتفياً، فما يزال للعلماءِ معانداً، وعليهم زارياً([806])، ولمن خالفه مُحبطاً، ولما لا يعرفُ من الأمور مضللاً، وإذا أُورد عليه من الأمرِ ما لا يعرفُه أنكرَ وكذّبَ به، وقال بجهالتِهِ ما أعرَفُ هذا، وما أراه كان، وما أظنُّ أنْ يكونَ، وأنّى كان، ولا أعرفُ ذلك؛ لثقتِه برأيهِ، وقلةِ معرفتهِ بجهالتهِ، فما ينفكُّ مما يَرى فيما التبس عليه برأيِهِ ومما لا يعرف للجهل مستفيداً، وللحق منكراً، وفي

[805] أي: قصدوا، والجديب الذي لا زرع فيه ولا ماء، وبعكسه الخصيب.

[806] في المصدر المطبوع (ذاريا)، وما أثبتناه من تحف العقول.

نام کتاب : مستدرك الكافي نویسنده : الدكتور علي عبد الزهرة الفحام    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست