السلام.
وقل له: إني إنما أعيبك دفاعاً مني عنك؛ فان الناس والعدو يسارعون إلى كل من
قربناه وحمدنا مكانه لإدخال الأذى في من نحبه ونقربه، يرمونه لمحبتنا له وقربة
ودنوه منا، ويرون إدخال الأذى عليه وقتله ويحمدون كل من عبناه نحن وأن نحمد أمره.
فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا ولميلك إلينا وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير
محمود الأثر لمودتك لنا ولميلك إلينا، فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين
بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دفع شرهم عنك يقول الله جل وعز أما السفينة
فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة
غصباً )([82]).
وعليه لا يبقى مكان للعجب من أمثال هذه الروايات الذامة وإن وردت بحق أوثق
الرجال كزرارة وهشام والمفضل ومحمد بن مسلم ويونس بن عبد الرحمن وأمثالهم من
الأفذاذ المخلصين، ومثل هذه المنهجية (القرآنية) في حفظ الأفراد من سياط الجلادين
والظلمة لن تجدها إلا عند أهل البيت عليهم السلام.
وكان مما أفرزته هذه المنهجية تذويب المئات من رواة الشيعة في داخل مؤسسة
الرواية والحديث السنية بحيث تزخر بمروياتهم كتب الحديث عند العامة لاشتهارهم
بالصدق والوثاقة عندهم، ولو لا مسلك التقية لانكشف تشيعهم وانحرافهم عن بني أمية
ومن على