كتاب (الكافي) قال: حدثني
على بن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب، عن [العلاء] بن رزين القلاّء([716])،
عن [الفضيل بن يسار]([717])، عن الباقر، عن أبيه، عن جده
الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: لما رَجَعَ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) من قِتالِ أهلِ
النّهروانِ أخذَ على النهرواناتِ وأعمالِ العراقِ ولم يكن يومئذٍ بُنيت بغدادُ، فلما
وافى ناحيةَ بُراثا([718]) صلّى بالنّاسِ الظُّهرَ ورَحلوا
ودَخلوا في أرضِ بابل وقد وجبت صلاةُ العصرِ، فصاح المسلمونَ: يا أميرَ المؤمنينَ!
هذا وقتُ العَصرِ قد دَخَلَ، فقال أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام): هذهِ أرضٌ مخسوفٌ
بها وقد خَسَفَ اللهُ بها ثلاثاً وعليهِ تمامُ الرابعةِ، ولا تحلُّ لوصيٍ أن يُصليَ
فيها ومن أرادَ منكم أن يُصليَ فليُصلِّ، فقالَ المُنافقونَ: نعم، هو لا يُصلي ويَقتلُ
من يُصلي، يعنُونَ أهلَ النَّهروانِ، فقال جُويريّةُ بنُ مُسهر العَبدي([719]): فتبعتُهُ في
[716] في المصدر (الحسن بن رُزين)
وهو وهم، ولعل (العلاء) هو الموافق للمقام بدلالة الراوي والمروي عنه.
[717] هو الفضيل بن يسار النهدي
(أبو القاسم، عربي، بصري صميم، ثقة، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام،
ومات في أيامه [أي قبل سنة 148 ﻫ]) - النجاشي 309، وكان من الخواص المنتجبين.
[718] بُراثا: بالقصر: محلة كانت في
طرف بغداد في قبلة الكرخ، وكان لها جامع مفرد تصلي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره،
وكذلك المحلة لم يبق لها أثر - معجم البلدان 1/362، وهو اليوم عامر بحمد الله
تعالى.
[719] (من أصحاب مولانا أمير
المؤمنين صلوات الله عليه وهو من ثقاته العشر الذين أمر بإحضارهم وسماهم، كما رواه
السيد [ابن طاووس] في كتاب كشف المحجة عن الكليني في كتاب الرسائل) - مستدركات علم
رجال الحديث 2/248، ووصفه بضعف اليقين في الرواية لا ينافي إخلاصه وحبه لأهل البيت
عليهم السلام لأن الإيمان درجات.