responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدرك الكافي نویسنده : الدكتور علي عبد الزهرة الفحام    جلد : 1  صفحه : 29
صيارفة([78]).

خامساً: استعمال التقية للحفاظ على رواة الشيعة

وكانت (التقية) مفردة مهمة ضمن الخطة التحصينية التي انتهجها أهل البيت عليهم السلام للحفاظ على رواة الشيعة والثقات من أصحابهم وسط موجة العداء الفكري والسياسي للدول الحاكمة وحالة التصفية الممنهجة ضد رموز الشيعة وشد الخناق على البعد الجماهيري للطائفة، الأمر الذي هدد باستئصال مفردة الشيعة وشطبها من المعادلة السياسية والعقائدية في الأمة الإسلامية لولا انتهاج الأئمة عليهم السلام هذه السياسة الحكيمة وتنفيذها بدقة من قبل الكثير من أصحابهم النجباء - رغم حصول أخطاء ارتكبها البعض وأنكرها عليهم الأئمة وحذروا من تكرارها([79]) -.


[78] الكافي 5/113.

[79] مثال ذلك ما حصل مع المعلى بن خنيس، مما ألمعنا إليه سابقاً، فإن النصوص المروية عن الإمام الصادق عليه السلام تظهر انه كان يكرر النصيحة ويشدد القول عليه بوجوب التقيد بالتقية والكتمان وعدم إذاعة هذا السر وإلا استحق العقوبة المؤكدة في الدنيا والاخرة، فقد روى المعلى نفسه أن الإمام الصادق عليه السلام قال له: (يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا، وجعله نوراً بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة. يا معلى: من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة، وجعله ظلمة يقوده إلى النار. يا معلى: إن التقية من ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له. يا معلى: إن الله عز وجل يحب أن يعبد في السر كما يعبد في العلانية. يا معلى: إن المذيع لأمرنا كالجاحد له).

ويبدو ان هذه التحذيرات المغلّظة لم تأخذ مأخذها عند شيخنا المعلى، فقام - دون قصد او تعمد للمخالفة - بإذاعة بعض الأسرار وترك التقية في بعض الموارد، وهذا ما كان سبباً في شهادته ومقتله على يد والي المدينة العباسي داود بن علي بن عبد الله بن عباس (ت 132)، وقد ترحم عليه الإمام الصادق عليه السلام، ودعا له بدخول الجنة.

نام کتاب : مستدرك الكافي نویسنده : الدكتور علي عبد الزهرة الفحام    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست