المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، عن ابن قولويه
وأبي جعفر بن بابويه([665])، عن محمد بن يعقوب الكليني،
عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان([666])،
قال:
دخلتُ على سَيدي أبي عبدِ اللهِ جَعفرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليهما السلامُ في يَوم
عاشُوراء، فألفيتُهُ كاسِفَ اللَّونِ([667])، ظاهرَ الحُزنِ، ودموعُهُ
تنحَدِرُ من عَينيه كاللُؤلؤِ المُتساقِطِ، فقلتُ: يا ابنَ رسولِ اللهِ ممَّ بكاؤك
لا أبكى اللهُ عينيكَ؟، فقال لي: أو في غَفلةٍ أنتَ، أما علمتَ أنَّ الحسينَ بن علي
عليه السلام قتل في مثلِ هذا اليومِ. فقلتُ: يا سيدي فما قولُك في صَومِهِ،
فقال لي: صمه من
غير تبييت، وأفطر من غير تشميت ([668])، ولا تجعلْهُ صومَ يومٍ كَمَلاً،
وليكُن إفطارُك بعدَ صلاةِ العصرِ بساعةٍ على شَرْبَةٍ من ماءٍ، فإنَّهُ في مِثلِ
ذلكَ الوقتِ من ذلك اليومِ تجلَّت
[665] هو الشيخ الصدوق، وهذه من
الروايات النادرة التي يروي فيها عن الكليني بالعنعنة المباشرة.
[666] عبد الله بن سنان بن طريف، مولى
بني هاشم. كان خازناً للمنصور والمهدي والهادي والرشيد، كوفي، ثقة، من أصحابنا،
جليل، لا يطعن عليه في شئ - النجاشي ص214، نزل بغداد وحدَث بها، كان حياً قبل 193 ﻫ.
[667] كسفت الشمس ذهب ضوءها
واسودَت، وكسوف الوجه كناية عن شدة الهم والحزن - لسان العرب 9/298.
[668] لعل المقصود به: أن يُمسك من
دون نية الصيام، ومن دون شماتة كما فعلت بنو أمية.