responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدرك الكافي نویسنده : الدكتور علي عبد الزهرة الفحام    جلد : 1  صفحه : 267
فُرصَتَهَا من لا حَريجَةَ لَهُ في الدِّينِ}، صَدَقتَ وخَسِرَ المُبطِلونَ.

وإذ مَاكَرَكَ النَّاكثانِ فَقالا: نُريدُ العُمرَةَ، فقلتَ لهُما: لَعَمرِي لَمَا تُرِيدَانِ العُمرَةَ لكنِ الغَدَرَةَ، وأخذتَ البَيعةَ عليهِما، وجَدَّدتَ المِيثاقَ فجَدَّا في النِّفاقِ، فلَمَّا نَبَّهتَهُما على فِعلِهِما أغفَلا وعادَا، وما انتَفَعا، وكان عاقُِبةُ أمرهِما خُسراً.

ثُمَّ تلاهُمَا أهلُ الشَّامِ فسِرتَ إليهِم بعدَ الإعذارِ، وهُم لا يَدينون دِينَ الحَقِّ ولا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ، هَمَجٌ رَعَاعٌ ضَالُّونَ، وبالذي أُنزِلَ على مُحَمَّدٍ فيكَ كافِرونَ، ولأهلِ الخِلافِ عليكَ ناصِرونَ. وقد أمَرَ اللهُ تعالى بإتباعِكَ ونَدَبَ إلى نَصرِكَ، قال اللهُ تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ([650]). مولايَ بِكَ ظَهَرَ الحَقُّ، وقد نَبَذَهُ الخَلقُ، وأوضَحتَ السُّنَنَ بَعد الدُّرُوسِ والطَّمْسِ، ولَكَ سابِقةُ الجِهادِ على تَصديقِ التَّنزيلِ، ولَكَ فَضيلةُ الجهادِ على تَحقيقِ التَّأويلِ، وعَدُوُّكَ عدوُّ اللهِ، جَاحِدٌ لرسولِ اللهِ، يدعُو باطِلاً، ويَحكُمُ جائراً، ويتأمَّر غاصِباً، ويَدعُو حزبَهُ إلى النَّار، وعمَّارٌ يُجاهِدُ وينادي بين الصَّفَينِ: الرَّواحَ الرَّوَاحَ إلى الجنةِ، ولمَّا استَسقَى، فَسُقِيَ اللَّبَنَ كبَّر وقالَ: قالَ لِي رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ: آخرُ شرابِكَ من الدُّنيا ضَياحٌ([651]) من لَبَنٍ وتَقتُلُكَ الفئةُ الباغيةُ، فاعترَضَهُ أبو العادية الفزاري([652])


[650] سورة التوبة الآية 119.

[651] الضَّياح هو اللبن الخاثر الذي يصب فيه الماء لتخفيفه - انظر لسان العرب 2/527.

[652] هو أبو الغادية (العادية) الجهني واسمه يسار بن سُبُع، سكن الشام وروي أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله سلم يقول إن دماءكم وأموالكم حرام، ومع ذلك فقد قتل الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضوان الله عليه، كان يحب عثمان بن عفان، والفزاري نسبه في المصادر الشيعية - راجع: الإصابة 7/259.

نام کتاب : مستدرك الكافي نویسنده : الدكتور علي عبد الزهرة الفحام    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست